كلاميدوتس ماكويني Chlamydotis macqueenii
الحبارى الآسيوية هي واحدة من ٢٦ نوعا تنتمي إلى عائلة من الطيور تسمى الدجاج البري أو الحبارى، والتي تتميز بأرجل طويلة لها ثلاثة أصابع فقط، ومتكيفة إلى درجة عالية للمعيشة في الأراضي الطبيعية المفتوحة. إن العديد من أنواع الحبارى مهددة بالانقراض على الصعيد العالمي، بما في ذلك الحبارى الآسيوية (وهي مصنفة بأنها معرضة للخطر على القائمة الحمراء لل”آي يو سي إن”)
تمتد مناطق إنتشار الحبارى الآسيوية من شبه الجزيرة العربية عبر آسيا الوسطى حتى الصين. المجموعات المستوطنة في المناطق الوسطى والشرقية هي فصائل مهاجرة، وتقضي فصل الشتاء في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط. لقد كان نطاق مناطق إقامة الطيور في الجزيرة العربية سابقاً أكبر بكثير، وكانت منطقة الإشتاء الأساسية تمتد جنوباً على طول الجانب الغربي للخليج العربي، ولكن الإفراط في الصيد وعوامل أخرى تسببت في تغيرات لا يمكن عكس مسارها إلا بمرور الزمن والإدارة الواعية لهذه المجموعات
تنتمي الحبارى الآسيوية إلى أصناف الطيور التي تعيش في أراضي قاحلة توصف عادة شبه-صحراء و حافة صحراء – أراضي عشبية رملية وأراضي ذات شجيرات شبه قاحلة، أحواض ملحية وسهول حجرية تتخللها شجيرات. تختلف مثل هذه الموائل بصفة خفية ولكن واضحة، وتعيش الحبارى فيها بكثافات مختلفة، كما أظهرت أبحاثنا. خارج موسم التكاثر تميل الطيور في كثير من الأحيان إلى زيارة المناطق المزروعة المجاورة لهذه البيئات الطبيعية، حيث توفر المحاصيل الغذائية مثل الفصفصة (البرسيم) الكساء النباتي الأخضر وفرائس من الحشرات
تمتلك الحبارى الآسيوية المقدرة علي التموه التام لكي تندمج داخل البيئة الصحراوية. هذا التموه يمنحهم حماية كبيرة ضد الحيوانات المفترسة ويضيف إلى التحديات التي يجب أن يتصدى لها الصيادون، لكنه في نفس الوقت يجعل دراسة بعض جوانب حياتهم صعبة للغاية. في أبحاثنا يلزم أن نستخدم مناظير من بُعد لعدّ الذكور المستعرضة ومن أجل تقدير أعداد وكثافات الطيور في مناطق محددة – وغالبا ما يكون رؤية الإناث مستحيلاً
تأكل الحبارى أنواع عديدة من الحشرات مع اختلاف المواسم والظروف (غالبا نمل وخنافس في أواخر الصيف بأوزباكستان) وتستطيع أن تتناول الزواحف الصغيرة في الحجم وصغار الطيور كلما أمكنها. تأكل أيضاً الأجزاء الخضراء من النباتات، عادة بكميات ضخمة، بما في ذلك مجموعة واسعة من الشجيرات الصحراوية بالإضافة إلى البرسيم وغيرها من البقوليات المزروعة. يمكنهم البقاء أحياءً بدون الماء نهائياً والعثور على الغذاء حتى عندما تبدو الصحراء خالية من الحياة ولا يوجد شيء صالحٌ للأكل ظاهرٍ للعين البشرية. يؤكد التباين بين حجم الطيور والافتقار الواضح للغذاء في أوقات معينة من السنة أن الحبارى عندها قدرة عالية على التكيف مع التغيرات الكبيرة في الوفرة الغذائية
تتبع الحبارى الآسيوية طقوس خاصة عند التزاوج. ففي كل ربيع يقوم الذكور بتقديم عروضًا استعراضية مدهشة في مناطق التكاثر، حيث يركضون وتكون رؤوسهم نصف مخفية بين ريش صدورهم، محاولين بذلك جذب انتباه الإناث والتزاوج مع أكبر عدد ممكن منهن. تكون هذه العروض مرئية على بعد عبر الصحراء، ومن المفترض أن تختار الإناث أفضل الذكور ليكونوا آباء لصغارهم. بعد التزاوج، لا يلعب الذكر أي دور آخر في عملية التعشيش
تضع إناث الحبارى الآسيوية ما يصل إلى خمس بيضات في عش على الأرض وتحتضنهم لمده ٢٢ أو٢٣ يوما. ويستخدمون قدرتهم على التمويه بالإضافة إلى عزلة الصحراء كوسيلة دفاع أولى ضد مفترسي الأعشاش. وقد بيَّنت أبحاثنا انها تتخذ خيارات دقيقة للغاية لأماكن وضع بيضها، بحيث تختار الأماكن التي تكون فيها النباتات طويلة بما يكفي لإخفائها عن احتمالية هجوم الحيوانات المفترسة ولكن في نفس الوقت تكون قصيرة بما يكفي للسماح لهم باستخدام رقابهم الطويلة لمسح الأفق تجنباً للمخاطر. إن ما يقرب من نصف مجموعات البيض تنجو حتى تصل إلى مرحلة التفقيس
تكوِّن فراخ الحبارى رباطا مع أمهاتهم حتى وهم لا يزالون داخل البيضة، وذلك باستخدام استدعاءات للتواصل. وهم يتركون العش مع أمهاتهم بعد الفقس مباشرة. في البداية تكون الفراخ متعثرة وبطيئة الى حد ما، وتحتاج الى التمرن لبناء قوتها، ولكن يوماً بعد يوم تستطيع أن تسير لمسافات أطول وأطول. بمجرد تمكنهم من الوقوف يبدأوا بنقر أي مصدر غذائي محتمل، في حين تقوم الأم باستدعائهم إلى المواد الغذائية كلما وجدتها. عند بلوغ خمسة أسابيع تكون أجنحتها قد نمت بما يكفي للسماح لها بالطيران لمسافات قصيرة، ولكن تستمر الأمهات بالاهتمام بهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم وذلك عند بلوغهم شهرين تقريباً
بالرغم من حجمها الكبير (وكون الذكور أكبر في الحجم قليلا عن الإناث) تعتبر الحبارى خفيفة في الوزن إلى حد كبير، وتطير بقوة. عند الهجرة، تستطيع ان تقطع مئات الكيلومترات في غضون أيام قليلة، مسافرة بسرعات ثابتة غالباً أثناء الليل. وعند محاولة اصطيادها، فقد أثبتت بشكل لافت انها طيور سريعة وخفيفة الحركة (‘ رشيقة ‘)
وكما هو الحال مع جميع الحيوانات، فان الحبارى الآسيوية تعاني من اعلي معدل للوفيات أثناء السنة الاولي من حياتها. ولكن بمجرد ان يصبحوا بالغين، فيكون باستطاعتهم العيش لمدد تتجاوز العقد من الزمن بكثير، مع وجود عدد قليل من الأعداء الطبيعيين القادرين على قتلهم. لقد استمر اصطياد الحبارى بواسطة الصقور في الجزيرة العربية بهدف التغذي عليها لقرون، ولكن منذ توفر المركبات على الطرق الوعرة والتوسع في الصيد، فان معدلات الوفاة تتجاوز الآن معدلات الإنتاج
إن الصيد غير المنظم باستخدام الصقور أو الأسلحة النارية، والمحاصرة الغير قانونية من أجل تدريب الصقور المتبعة في الخليج بالإضافة إلى تدهور الموائل، كلها عوامل أدت إلى الانخفاض في كافة طوائف الحبارى الآسيوية، مما تسبب في تصنيفها على أنها “معرضة للخطر” والانقراض على القائمة الحمراء لل”آي يو سي إن”. تتركز هذه التهديدات الثلاثة في المناطق الشتوية بداية من وسط آسيا وجنوباً إلى باكستان، وتؤثر على كل المجموعات المهاجرة منها والمقيمة. وقد أثبتت أبحاثنا في أوزباكستان أن مجموعات الإكثار هناك قد تنخفض بنسية ٩.٤٪ سنوياً. والآن فإن هذه التهديدات قد تفاقمت بسبب خطر جديد ناتج عن أسلاك الكهرباء، كما أظهرت أبحاثنا. حتى أن هناك أخطار محتملة من استخدام طريقة الإكثار في الأسر، وهو الإجراء الرئيسي المتبع لإنقاذ هذه الفصائل
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.